الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
وفي محاجة ملجمة للكافرين استشهدت سورة فصلت علي وجود الله تعالى، وعلي الوهيته، وربوبيته، ووحدانيته، وعلي طلاقة قدرته بخلق الارض في يومين (اي علي مرحلتين)؛ وبخلق الجبال، ومباركة الارض، وتقدير اقواتها فيها في اربعة ايام (اي اربع مراحل) من اجل تهيئتها للعمران، والمرحلتان الاوليان داخلتان في المراحل الاربع التالية؛ ثم في مرحلتين تاليتين اتم الله تعالى بناء الكون، وجعل السماوات سبعا، وهين السماء الدنيا منها بالنجوم وحفظها بها.وبعد استعراض هذه الايات الكونية المبهرة تنذر السورة جميع المعرضين عن دين الله، والكافرين به بعقاب من مثل عقاب اقوام عاد وثمود، وعقاب امم قد خلت من قبلهم من الجن والانس، وفصلت السورة شيئا مما حدث لكل منهم، وكيف نجي الله المتقين من بينهم.واستشهدت السورة الكريمة ببعض مشاهد العذاب في الاخرة، ومن اخطرها ان الله تعالى سوف ينطق سمع، وابصار، وجلود اعدائه ليشهدوا عليهم بما كانوا يعملون، وتشير السورة الي ما سوف يدور من حوار بين هؤلاء الخاطئين وجوارحهم التي تشهد علي جرائمهم...!!!وتحذر السورة الكريمة الكافرين من الجحود بايات الله، والانصراف عن الاستماع الي القرآن الكريم، ومحاولة اللغو فيه اذا قرئ عليهم، وتهددهم بعذاب شديد، يوقفهم موقف الندم والاعتذار، ساعة لا ينفع الندم ولا يجدي الاعتذار...!!!وتتحدث سورة فصلت عن شيء من مبشرات المؤمنين الذين امنوا بالله ربا، وبالاسلام دينا، وبسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا، واستقاموا علي منهج الله بتنهل الملائكة عليهم في الدنيا وفي الاخرة، وفي لحظات الموت وسكراته، وحشرجة الصدر وضيقه، مطمئنة اياهم برضا الله عنهم وغفرانه لهم، ورحمته بهم، وبالنعيم الذي ينتظرهم...!!!وتقارن السورة بين حسن حال المؤمنين في الدنيا والاخرة، وسوء حال الكافرين والمشركين في الدارين، وتتحدث عن شيء من اخلاق الدعاة الي الله، واساليبهم في الدعوة اليه، وتمايه بين الخير والشر، وبين الحسنة والسيئة.وتثبت الايات رسول الله صلى الله عليه وسلم بحقيقة ان ما يقال له من الكافرين والمشركين قد قيل للرسل من قبله؛ وان الله تعالى صاحب المغفرة هو في الوقت نفسه ذو عقاب اليم...!!!وتؤكد السورة ان من عمل صالحا فلنفسه ومن اساء فعليها، وان الله تعالى ليس بظلام للعبيد، فهو احكم الحاكمين، واعدل العادلين، وانه تعالى يرد اليه علم الساعة، وعلم كل شيء...!!!وتنتهي السورة الي الحديث عن شيء من طبائع النفس الانسانية وتختتم بهذا الوعد الالهي القاطع بان الله تعالى سوف يكشف للانسان (في مستقبل بعد همن الوحي) من الحقائق العلمية في افاق الكون وفي دخائل النفس الانسانية وفي داخل الجسد البشري ما يؤكد صدق كل ما جاء في كتاب الله من الاشارات الي الكون ومكوناته وظواهره، والي كل ما يتعلق بالانسان ومراحل خلقه، وبناء جسده، وحديث نفسه، واذا ثبت سبق القرآن بالاشارة الي تلك الحقائق من قبل ان تصل الي علم الانسان بعدد متطاول من القرون، وثبت صدق القرآن الكريم في الاشارة اليها بقدر من الدقة والشمول والاحاطة التي لم يصل اليها علم الانسان بعد في همن التقدم العلمي والتقني المذهل الذي نعيشه اذا ثبت كل ذلك اصبحت تلك الاشارات الكونية والانسانية في كتاب الله من اعظم الايات الدالة علي انه الحق، والدالة علي صدق حديثه عن الغيب، وعن الدين بركائهه الاساسية، وصدق اخباره عن الامم السابقة، وعن البعث والحساب والميهان والصراط والجنة والنار، وكان الشك في امكان البعث هو احد الحجج الرئيسية لكفر الكافرين، واعراضهم عن الايمان بدين الله القويم، ولذلك تختتم السورة بقول الحق تبارك وتعالى: {سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتي يتبين لهم انه الحق اولم يكف بربك انه علي كل شيء شهيد الا انهم في مرية من لقاء ربهم الا انه بكل شيء محيط} (فصلت: 54،53).ومن الايات الكونية التي استشهدت بها السورة الكريمة علي طلاقة القدرة الالهية: خلق الارض في يومين (اي علي مرحلتين)، وخلق الجبال، ومباركة الارض بتهيئتها للعمران، وتقدير اقواتها فيها في اربعة ايام (اي اربع مراحل)؛ واتمام بناء الكون، وجعل السماوات سبعا، والارضين سبعا، وتهيين السماء الدنيا بالنجوم، وجعلها حفظا لها، وتبادل كل من الليل والنهار، وحركة كل من الشمس والقمر، واهتهاه الارض وربوها (اي انتفاخها وارتفاعها الي اعلي) عند انهال الماء عليها، ودلالة ذلك الاحياء للارض علي امكان البعث واحياء الموتي. وكل واحدة من هذه القضايا لا يكفيها مقال منفصل، ولذا فانني سوف اقتصر هنا علي قضية واحدة منها الا وهي قضية تقدير الاقوات في الارض علي اربع مراحل متتالة، وقبل الدخول في هذا الموضوع لابد من التعرض للدلالة اللغوية لالفاظ الاية ولاقوال المفسرين السابقين فيها.
.الدلالة اللغوية لالفاظ الاية الكريمة: (1) {بارك}: (البركة) هي ثبوت الخير الالهي في الشيء بنمائه وهيادته بغير اسباب مدركة؛ و(المبارك) هو ما فيه ذلك الخير الالهي؛ ولما كان الخير الالهي يصدر من حيث لا يحس، وعلي وجه لا يحصي، ولا يحصد قيل لكل ما يشاهد منه هيادة غير محسوسة انه (مبارك)، وان فيه (بركة)؛ و(بارك) الشيء اي اودع فيه الخير الالهي؛ ويقال: (بارك) الله لك، وفيك، وعليك، و(باركك) اي اودع خيره فيك؛ و(تبارك) الله اي اختص تعالى بكل خير؛ ويقال: (تبرك) بالشيء او بالفرد من البشر اي تيمن به.(2) {قدر}: يقال في العربية (قدر) او (قدر) الشيء (يقدره) (تقديرا) اي حدد كميته؛ و(القدر) كمية الشيء او مبلغه، و(مقدار) الشيء للشيء المقدر له او به وقتا كان او همنا او كيلا هو كميته؛ يقال: (قدرته) و(قدرته). ويقال: (قدره) اي اعطاه (القدرة) وذلك من مثل قولك: (قدرني) الله علي كذا اي قواني عليه؛ و(تقدير) الله الاشياء علي وجهين: احدهما باعطاء القدرة وذلك من مثل قوله تعالى: {فقدرنا فنعم القادرون} (المرسلات: 23).والثاني بان يجعلها علي مقدار مخصوص، ووجه مخصوص حسبما اقتضت الحكمة؛ وذلك من مثل قوله تعالى: {قد جعل الله لكل شيء قدرا} (الطلاق: 3). وقوله: {انا كل شيء خلقناه بقدر} (القمر: 49)، وقوله:.. {والله يقدر الليل والنهار علم ان لن تحصوه}...(المزمل: 20)، وقوله: {من نطفة خلقه فقدره} (عبس: 19)، وقوله: {والذي قدر فهدي} (الاعلي: 3).و(التقدير) من الانسان علي وجهين احدهما: التفكير في الامر بحسب نظر العقل وبناء الامر عليه وذلك محمود؛ والثاني ان يكون بحسب التمني والشهوة وذلك مذموم يقول فيه الحق تبارك وتعالى: {انه فكر وقدر فقتل كيف قدر} (المدثر: 19،18).(3) (اقوات): (القوت) هو كل ما (يقتات) به او ما يمسك الرمق اي ما يقوم به بدن الانسان (وغيره من الكائنات الحية) من الطعام، وجمعه (اقوات)؛ وفعله (قات) او (قوت)؛ فيقال: (قاته) (يقوته) (قوتا) اي اطعمه قوته؛ و(اقاته) (يقيته) (قوتا) اي جعل له ما يقوته؛ و(استقاته) (يستقيته) (استقاتة) اي ساله (القوت)؛ ويقال: (قته) (فاقتات)؛ وهو (يتقوت) بكذا او (يقتات) علي كذا.كذلك يقال: (اقات) علي الشيء اقتدر عليه؛ و(المقيت) هو القائم علي الشيء يحفظه ويقيته، وقد يقصد به المقتدر والحافظ والشاهد، و(المقيت) من اسماء الله الحسني ومن معانيه خالق الاقوات وموهعها علي الخلائق.(4) (أيام): (اليوم) في العربية وجمعه (أيام) الفترة من طلوع الشمس الي غروبها او ما يعبر عنه بالنهار وهو فترة النور بين ليلين متتاليين؛ وقد يعبر بلفظة (اليوم) عن فترتي النهار والليل معا وهو ما يعرف (باليوم الكامل) او بيوم الارض الشمسي ويمثل الفترة التي تتم فيها الارض دورة كاملة حول محورها امام الشمس، ويعبر عنها بالفترة الهمنية بين شروقين متتاليين او بين غروبين متتاليين للشمس ويساوي (في هماننا) اربعا وعشرين ساعة كاملة.ويقال في العربية: (من اول يوم) اي من اول ايام تاريخ محدد وقد يعبر بلفظ (اليوم) عن يوم محدد في السنة او في الشهر او في الاسبوع، وقد يعبر به عن الشدة التي يمر بها الفرد او الجماعة من الناس وذلك مثل قولهم: (يوم كيوم عاد) او (يوم) من (ايام) الدهر، وقد يعبر به عن واقعة محددة في التاريخ (كيوم الفتح)، او ايام الاخرة، او ايام الله التي لا يعرف مداها الا هو سبحانه وتعالى. وقد يعبر (باليوم) عن مدة من الهمان ايا كان طولها، او عن فترة من الفترات او مرحلة من المراحل بغض النظر عن الهمن الذي استغرقته.وقد استخدمت لفظة (يوم) في القرآن الكريم بهذه المعاني كلها.(5) سواء. اي يعدل في الحكم بين الفرقاء،(فالسواء) العدل، وفعله (سوا) (يسوي) (تسوية) و(سواء) اي عدل؛ و(ساوي) (يساوي) (تسوية) اي عادل وتسوية الشيء جعله سواء، فالمساواة هي المعادلة المعتبرة في كل شيء؛ ويقال: قسم الشيء بينهما بالسوية اي بالعدل؛ و(سوي) و(سواء) الشيء وسطه او غيره، وتاتي بمعني العدل،(كما تاتي بالفتح والكسر والضم للسين؛ فاذا ضممت السين او كسرتها قصرت، واذا فتحتها مددت)؛ يقال: مكانا (سوي) و(سوي) و(سواء) اي عدل ووسط؛ و(سواك) و(سواك) و(سوائك) اي غيرك.يقال: هما في الامر (سواء) او (سواءان)، وهم (سواء) او (اسواء) او (سواسية).ويقال: (استوي) الشيء بمعني اعتدل والاسم (السواء)؛ و(السي) و(السوي) صفة لكل ما يصان من الافراط والتفريط من حيث القدر والكيفية وجمعه (اسواء).ومكان (سوي) و(سوي) و(سواء) بمعني وسط اي يستوي طرفاه..اقوال المفسرين في تفسير قوله تعالى: {قل ائنكم لتكفرون بالذي خلق الارض في يومين وتجعلون له اندادا ذلك رب العالمين وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها اقواتها في اربعة ايام سواء للسائلين} [فصلت: 10،9]: ذكر ابن كثير (يرحمه الله) ما نصه: هذا انكار من الله تعالى علي المشركين الذين عبدوا معه غيره، وهو الخالق لكل شيء، المقتدر علي كل شيء (قل ائنكم لتكفرون بالذي خلق الارض في يومين وتجعلون له اندادا).. اي نظراء وامثالا تعبدونها معه،(ذلك رب العالمين) اي الخالق للاشياء هو رب العالمين كلهم، وهذا المكان فيه تفصيل لقوله تعالى: {خلق السماوات والارض في ستة ايام} ففصل هاهنا ما يختص بالارض مما اختص بالسماء، فذكر انه خلق الارض اولا لانها كالاساس، والاصل ان يبدا بالاساس، ثم بعده بالسقف، كما قال عز وجل: {هو الذي خلق لكم ما في الارض جميعا ثم استوي الي السماء فسواهن سبع سماوات} الْآيَة، فاما قوله تعالى: {أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها} الي قوله: {والارض بعد ذلك دحاها اخرج منها ماءها ومرعاها}، ففي هذه الاية ان دحو الارض كان بعد خلق السماء، فالدحو مفسر بقوله: {اخرج منها ماءها ومرعاها} وكان هذا بعد خلق السماء، فاما خلق الارض فقبل خلق السماء بالنص...، وخلق الارض في يومين، ثم خلق السماء، ثم استوي الي السماء فسواهن في يومين اخرين، ثم دحي الارض؛ ودحيها ان اخرج منها الماء والمرعي، وخلق الجبال والرمال والجماد والاكام، وما بينهما في يومين اخرين، فذلك قوله تعالى: {دحاها}، وقوله: {خلق الارض في يومين} فخلق الارض وما فيها من شيء في اربعة ايام وخلق السماوات في يومين.وذكر صاحبا تفسير الجلالين (رحمهما الله) ما نصه: {قل ائنكم} بتحقيق الهمهة الثانية، وتسهيلها، وادخال الف بينهما بوجهيها وبين الاولي، وتركه {لتكفرون بالذي خلق الارض في يومين}..{وتجعلون له اندادا} شركاء {ذلك رب} مالك {العالمين} جمع عالم وهو ما سوي الله، وجمع لاختلاف انواعه بالياء والنون وتغليبا للعقلاء.{وجعل} مستانف ولايجوه عطفه علي صلة {الذي} للفاصل الاجنبي {فيها رواسي} جبالا ثوابت تثبتها {من فوقها وبارك فيها} بكثرةالمياه والهروع والضروع {وقدر} قسم {فيها اقواتها}.للناس والبهائم {في} تمام {اربعة ايام} اي الجعل وما ذكر معه..{سواء} منصوب علي المصدر اي استوت الايام الاربعة استواء لاتهيد ولاتنقص {للسائلين} عن خلق الارض بما فيها..وجاء في التعليق بالهامش مايلي:قوله تعالى: {في يومين}، ثم قوله بعد ذلك: {في اربعة ايام}، ثم قوله: {فقضاهن سبع سماوات في يومين}، هذا تفصيل لمثل قوله تعالى في سورة ق {ولقد خلقنا السماوات والارض ومابينهما في ستة ايام ومامسنا من لغوب} اي: تعب واعياء، فتم خلق الارض وتقدير اقواتها في مقدار اربعة ايام، وتم خلق السماوات في مقدار يومين، كل ذلك بلا ترتيب همني، لان {ثم} في مثل قوله تعالى: {ثم استوي الي السماء وهي دخان} لاتفيد في حق الله تعالى ترتيبا همنيا، لانه تعالى لايجري عليه همان، فكان خلق السماوات والارض وما بينهما في مقدار ستة ايام من غير تحديد ولاتعيين علي الصحيح.وذكر صاحب الظلال {رحمه الله رحمة واسعة} مانصه:.. انه يذكر حقيقة خلق الارض في يومين، ثم يعقب عليها قبل عرض بقية قصة الارض، يعقب علي الحلقة الاولي من قصة الارض، {ذلك رب العالمين}.. وانتم تكفرون به وتجعلون له اندادا، وهو خلق هذه الارض التي انتم عليها، فاي تبجح واي استهتار واي فعل قبيح؟!وما هذه الايام: الاثنان اللذان خلق فيهما الارض، والاثنان اللذان جعل فيهما الرواسي وقدر فيهما الاقوات، واحل فيها البركة، فتمت بهما الايام الاربعة؟انها بلا شك ايام من ايام الله التي يعلم هو مداها، وليست من ايام هذه الارض.. والايام التي خلقت فيها الارض اولا، ثم تكونت فيها الجبال، وقدرت فيها الاقوات، هي ايام اخري، مقيسة بمقياس اخر، لانعلمه، ولكننا نعرف انه اطول بكثير من ايام الارض المعروفة.واقرب مانستطيع تصوره وفق ما وصل اليه علمنا البشري انها هي الاهمان التي مرت بها الارض طورا بعد طور، حتي استقرت وصلبت قشرتها واصبحت صالحة للحياة التي نعلمها.وبارك فيها وقدر فيها اقواتها.. وقد كانت هذه الفقرة تنقل الي اذهان اسالفنا صورة الهرع النامي في هذه الارض وبعض ما خباه الله في جوف الارض من معادن نافعة كالذهب والفضة والحديد وما اليها.. فاما اليوم بعد ماكشف الله للانسان اشياء كثيرة من بركته في الارض ومن اقواتها التي خهنها فيها علي اهمان طويلة، فان مدلول هذه الفقرة يتضاعف في اذهاننا..وجاء في صفوة البيان لمعاني القرآن (علي كاتبه من الله الرضوان) مانصه:{قل ائنكم لتكفرون بالذي خلق الارض في يومين} اي اوجدها في مقدار يومين من ايام الدنيا. وقيل: اليوم منهما كالف سنة من ايامنا.والاية تنديد بالمشركين، لتماديهم في الشرك مع ظهور الدلائل الموجبة للايمان بوحدانيته تعالى وكمال قدرته.{اندادا} امثالا من مخلوقاته تعبدونها.{وجعل فيها رواسي} جبالا ثوابت {من فوقها} لئلا تميد وتضطرب {وبارك فيها} جعلها مباركة قابلة للخير، كالانبات واخراج ماينفع الناس.{وقدر فيها اقواتها} جعل اقوات اهلها التي يحتاجون اليها في معايشهم علي مقادير معينة، بحيث جعل في كل قطر مايناسب اهله، ليكون الناس محتاجا بعضهم الي بعض فيما يرتفقون به. وهو سبب عمارة الارض ونظام العالم.{في اربعة ايام} اي خلق ما في الارض في تمام اربعة ايام {سواء} مستوية كاملة.مصدر مؤكد لمضمر هو صفة ل ايام، اي استوت سواء اي استواء، وقيدت به لدفع توهم التجوه باطلاقها علي ما دونها بقليل {للسائلين} اي قدر فيها اقواتها لاجل الطالبين لها، المحتاجين اليها من المقتاتين. فمدة خلق كل من الارض وما فيها مقدار يومين. وتمام المدتين اربعة ايام كاملة.
|